فلتسقط أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى

فلتسقط أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى, في الأمس سقطت ورقة المعارضة السورية على أبواب الجامعة العربية, واليوم سقطت ورقة الجامعة العربية على أبواب سوريا, , ولأن العاصفة قوية فستسقط كل الأوراق التي غطت العهر العربي المزمن.
منذ أن طُرحت المبادرة العربية, وجميعنا نعلم أنها أتت بعد الفيتو (الدوبل) في مجلس الأمن. والذي لم تستطع أمريكا الوصول اليه عبر مجلس الأمن, أرادت الوصول اليه عبر (صبيانها) العربان,, والتي تجلت بمبادرة ممسوخة خلال فترة 15 يوما ( علما أن مبادرة السلام العربية التي عُرضت على اسرائيل أصبح لها ما يقارب العشر سنين.. ومداها مفتوح لحين ورغبة اسرائيل في الرد عليها!!)
ان قرار تجميد عضوية سوريا في هذا اليوم, لم يكن متوقعا وحسب, بل انه قرار اتُخذ حتى قبل طرح المبادرة, وهي لم تكن سوى مسرحية هزلية يؤديها غُلمان أميركا على الساحة العربية.
لا يعتقد أحداً منكم أن الغاء عضوية سوريا هو الذي سيدفع باتجاه عمل عسكري أو تدخل مباشر في سوريا من قبل الغرب. هذا القرار تحكمه عوامل كثيرة لا علاقة لهؤلاء الغلمان العرب بها , أصلا لا يحق لهم التدخل في هكذا قرار وانما مطلوب منهم أن يختموه (بحوافرهم).
حتى الآن مازالت الحرب الخارجية على سوريا هي حرب نفسية واعلامية , وما جرى اليوم يصب في هذا الاطار. وعندما يقرر الغرب حرب حقيقية عسكرية على سوريا, سيكون له حسابات أخرى , لا يدركها أصحاب المعالي والجلالة لآنهم أصغر بكثير من أن يدركوا من هي سوريا ومن هو الشعب السوري, والذي يعرفه الغرب تماما, ويحسب له ألف حساب قبل أن يقدم على هكذا خطوة, ان لم تكن تحقق له مصالح كبيرة يطمح بالوصول اليها, دون أن تكون نتائجها كارثية على الجميع وأولهم اسرائيل, ولهذا فكل ما يجري هو للضغط أكثر فأكثر كي تسقط سوريا بيد أبناءاها , وبذلك لن يدفعوا فاتورة باهظة الثمن لحرب قد تبدأ ولا أحد يعلم كيف ستنتهي.