كبير الرماة واختبار الذكاء...فاتنة الشامي

كبير الرماة.....واختبار التركيز والذكاء

كان ياما كان في سالف العصر والزمان ملك من الملوك العظام يدير شؤون مملكته بانتظام, ويعيش رعاياه في سلام ووئام.....وكان لهذا الملك العديد من الأبناء, ذات يوم أراد أن يلقن أبناءه درساً قي قوة الذكاء والمهارة والقدرة على التركيز...

نادى وزراءه واستشارهم في الأمر, قال أحدهم: الذكاء يعني القوة...لنجر بينهم مباراة في المصارعة, وقال آخر: الذكاء يعني التركيز في السرعة ومسابقة الركض هي الأفضل , وقال ثالث: الذكاء يدل على المهارة في حل الألغاز......وكل منهم أخذ يقترح أسلوباً وفكرة معينة.....

إلا أن كل هذه الأفكار لن تنل إعجاب الملك....في هذه الأثناء حضر كبير الرماة الذي يعلم أبناءه الرماية وطلب أن يتولى هذه المهمة.

سأله الملك وما هي طريقتك؟

أجاب كبير الرماة: هي طريقة عملية سهلة وبسيطة لا تقال نظرياً ولكنها ترى عملياً.

قال الملك: وإذا فشلت؟

كبير الرماة: افعل بي ما شئت وأنا على ثقة بأنني سأكون عند حسن ظنكم.....لكن لي طلب واحد..

-وما هو؟

-أن أشرك كل شباب المدينة في هذا الاختبار..

-لك ما أردت

أرسل كبير الرماة المنادي إلى المدينة يطلب من جميع الشباب الحضور لإخضاعهم إلى اختبار الذكاء والمهارة.

رغم تعجب الجميع من هذا القرار المفاجىء إلا أنهم لبوا طلب ملكهم وتجمعوا في الساحة العامة , وجاء بقية أفراد المدينة ليشاهدوا هذه التجربة التي تحدث للمرة الأولى في مدينتهم.

ازدانت الساحة بأشجار السرو الجميلة..لكن كبير الرماة اختار أكبرها ووضع في منتصفها تفاحة حمراء.

وبدأ الاختبار , وقف الشباب في طرف الساحة ...وأعطى كل منهم قوساً وسهماً , وقال لهم: هدفنا هو التفاحة الحمراء..هل ترونها؟...أجاب الجميع بالإيجاب.

سأل كبير الرماة المتسابق الأول : هل أنت مستعد؟

- نعم.

-إذاً ماذا ترى؟

قال: التفاحة..

- وماذا أيضاً

-العصافير على الشجرة...

-وماذا أيضاً؟

-السماء

حينئذ طلب كبير الرماة أن يصيب الهدف , فما كان من هذا الشاب إلا أن أخطأ الهدف.

و نادى الشاب الثاني, وسأله ماذا يرى؟, ولم تكن إجابته بأفضل من سابقه, فقد رأى إلى جانب الهدف(التفاحة) مناظر أخرى عديدة وبالطبع فإنه أخطأ الهدف....كان هذا حال عدد كبير من الشباب, إلى أن جاء شاب قوي واثق من نفسه, سأله ماذا يرى؟
قال الشاب:أرى التفاحة.

- وماذا أيضاً

- لاشيء سوى التفاحة.

حاول كبير الرماة إلهاءه عن الهدف برؤية عدد الأشجار وأطوالها, والعصافير وغيرها.....لكن الشاب كان يجيب بأنه لا يرى سوى التفاحة...طلب منه كبير الرماة إصابة الهدف...فأطلق الشاب سهمه قاسماً التفاحة إلى قسمين متساويين الأمر الذي جعل الجميع يصفق له بحرارة.

وعرف بقية الشباب ماذا يعني الذكاء وقوة التركيز....وكافأ الملك كبير الرماة.

فاتنة شامي