لقاء افتراضي على أرض عربية....نسرين طرابلس

لقاء افتراضي على أرض عربية.......نسرين طرابلس *

وقفت بروحها......هي نفس المرأة التي كانت بطلة الرواية ,تنتظر إطلالة رجل ذاته انسحب قبل نهاية العرض.

كان المطار يهمّ بالمغادرين ....وأعناقٌ قصيرةُ الحيلة تطاول العيون بشوق فوق الرؤوس , وتميل بين نغمة وصول ووصول بلا اصطبار....الآخرون كانوا هناك أيضاً....كلهم على شفير بكاء...فلا العروس مشت إلى حتفها راضية, ولا اكتملت بهجة العائدين....

كان كل شيء يخوض في غربةٍ موحشةٍ, رغم ازدحام المكان بالطّنين ولا فتات اللقاء....وقفت ترتعد كراية على بيرق مكسور,ترنو إلى كلّ زجاج يصادفها لتتأكّد أنها لم تتساقط بعد,تمسح غمام عينيها وراء انتفاخات التّرقّب الرمادية....

سيأتي أخيراً ...الرجل الذي خلّف وراءه الماضي ووعد بالحضور....كياناً كاملاً....السيناريو الذي اشتركا في كتابته للموعد المنشود يراود التفاصيل المجهولة رهناً بغير المتوقّع.....لا بدّ من مفاجآت تربك مراسم الاستعداد....هكذا علّمتها الحياة.

وقفت تفرك بين كفّيها القلق...ليوم كهذا غادرت روايةً سابقةً كانت فيها بطلة مطلقة,وقبلت دون مضض هذا الدور الثانوي....

طول الدّور غير مهم....المهم الأثر....حاولت أن تتجمّل فلم تفلح , كعادتها في مناسبات مشابهة . بقي الأمل معلَّقاً على حبٍّ ضرير....قلَّة النوم,خطوط الزمن,والنفسية المرهقة ,تفتّحت بثرة في الجبين ...وامتصّ الشحوب المسحوق الوردي فبدت صفراء كحبّة قمح....تعرف هيئة القادم المنتظر , فآخر صورة وصلتها مؤرّخة بالأمس,والله وحده يعرف كيف يغيّر الخلق بين ليلة وضحاها..

الآخرون تمادوا في البكاء,والعروس كأنها إلى الموت,تهالكت على صدر أمها والأخيرة تندب السّفر في نحيب..وعائدٌ ملتاع, عانقه الفراغ, فسحب عربة الحقائب وحيداً وصافح الوطن الغريب, ناسياً تقبيل البلاط المداس جيئةً وغياباً..لربّما يفكر في الرجوع على متن ذات الطائرة ...مشى بندم وئيد...

الرجل الذي انسحب من العرض لأنه ملَ التفرّد في المكرر والمعروف, وعد بتاريخ الأمس أن يكون هنا اليوم..هكذا يتيح العصر الراهن انهمار الخطابات حتى تعوم المسافة,وكانا كلما تبللت أقدامهما بالحنين عزما على بناء الجسر.

كان لا بدّ من اللقاء إذن , فكل حكاية تلف حبكتها شرنقةٌ حول حدثٍ رئيس,لا بدّ من مواجهة وصراع...بقي كل الكلام يراوح في التمهيد...تساقطت ببطء حتى انسدل شعرها المعقوص بأدب لانسياب العرق,وإصبعها المشؤوم شطب خطّ الكحل في إزاحة مباغتة لدمعة الخوف...

إلى متى؟ تشدّ زمام معطفها تنهبها العيون, كأن على جبينها لافتة حب مسروق..يمسح المستقبلون لعاب شرودهم في نُواس مشيتها,لكنها لا تهتم...ضاق عليها هيكلها وتململت به ,حلّت أزرار معطفها, طغى حميمها الداخلي على صقيع الاغتراب, خلعت حذاءها أيضاً, وتمطّت كشراع فانتعشت دائرتا عرق إبطيها تحت نفخ الريح.

وصلت طائرة من حيث سيهبّ, تدافعت أمواج النّاس , تكسّر طوق الصبر في احتدام القلق...سألتها عجوز: طائرة لندن؟.....صدّتها بنظرة صمت...ما زالت مرئية إذن ....التطفّل يملأ المكان....تذكّرت كلماته الأخيرة: سأقتلع كلَ الأوتاد ..إليك ..غداً...

لعله لم يقصد غداً بالمعنى الحرفي والزمني للكلمة, لعلّ الغد لن يأتي أو جاء مبكّراً أو عرقلته عجلة الأرض!...التصقت خائبة بالقاع ,وتمادت تنبش الفراغ....

كتبا في السناريو عناقاً..لكنّها لن تعانقه لو أطلّ الآن...ستمدّ يدها فقط ولن تنظر في عينيه....

كانت تثأر لنفسها بالمضيّ إلى الوراء...لعلّه تخفي بالمارواء؟....أيكون هذا الأسمر التائه فيها تفرساً مشتبهاً بأنها موعده؟؟.....لعلّ الصورة خادعة والأصول مقعّرة؟ أو لعلّ الأوتاد مغروسة أكثر مما ينبغي أو عطلاً أصاب الأجنحة التي استنبتها في كتفيه ...ترجوه باستماتة أن يطير...

تستعيد الفقرة الأخيرة ((إليك ...غداً))..لا بدّ أن خللاً ما ارتكباه في الكتابة...انسدلت العتمة وانتشر ضوء النيونات الباهت..فرغ المطار...لأول مرة يفرغ مطار بحضورها...أيحدث أن ينتهي السّفر؟!!

أحسّت برعشة موحشة فارتدت معطفها, وأحكمت أزراره بهدوء..حشرت الأزهار الغبية في حقيبتها, لن تستقبله بهدية ميّتة تقصّفت سيقانها...

استدارت تكابد الصفعة إلى خارج الرواية, العرض, السيناريو

صارت حتى خارج الهوامش...

سمعت نداءً باسمها , كوحي إلهي...

ضابطٌ يسأل, افترشت قدماها بساطَ الركض...

_ في الداخل رجلٌ غريب, موقوف, يقول :إنه إليكِ....

تعانقا معلّقين في سين وجيم.....سجينين والدنيا لا تسعهما من الفرح.

*شاعرة وإعلامية سورية مقيمة في الكويت

الحب أطلس : كبير ، تجد فيه خرائط للقلوب تبين أماكن السعادة والسرور

الحب أسطورة : تناقلتها القلوب على مر العصور

الحب أريج : رائع ، ينبعث من القلوب المزهرة

ൗൗൗൗൗൗൗൗൗ

♥ ب ♥

الحب بذرة : تحتاج للرعاية والإهتمام لتنمو

الحب بسمة : تمحو تجاعيد الوحدة عن القلب

الحب بوصلة : موجودة في القلب ، تشير إلى اتجاه الحبيب

ൗൗൗൗൗൗൗൗൗ

لقاء افتراضي على أرض عربية....نسرين طرابلس 888

لقاء افتراضي على أرض عربية....نسرين طرابلس 888

بارك الله فيكى رشا

على مجهودك الرائع

تسلم ايدك حببتى

غاليتي شمس السما

هذا هو الحب

مهما قلنا في مفهومه

نظل عاجزين

شكراً لمرورك

حفنات ود

شكراً لكلماتك اللطيفة يا أأمل في حب الله

مودتي لا تنتهي...