رشا محمد
عدد الرسائل : 160 السٌّمعَة : 0 نقاط : 258 تاريخ التسجيل : 09/02/2011
| موضوع: دراسة.... المصابون بالتوحد ليسوا بلهاء ولا متخلفين عقلياً الخميس فبراير 24, 2011 8:56 am | |
| دراسة جديدة....المصابون بالتوحد ليسوا بلهاء ولا متخلفين عقلياً
نماذج:
يعترف(ب,ت,ر) أنه يمتلك أصدقاء حقيقيين , كما أنه يعاني من مشكلة التواصل , تمَ تشخيص حالته بمتلازمة (أسبرغر) أو الطيف التوحدي, يقول: شعرت وكأنني استيقظت من غيبوبة تجاوزت ثلاثين عاماً, وحتى اللحظة التي وصل فيها إلى التشخيص, شعر وكأنه شخص آخر لأنه وجد الإجابة عن كثير من الأسئلة , وأن حياته حولت نحو الطريق الصحيح,ولكنه في الوقت ذاته كان يشعر بالغضب لأنه لم يعرف بمرضه إلا متأخراً , وقد بدأ الآن بإعادة بناء نفسه وشعر كأنه عاش من جديد.
أما (ر,ت) فحالته تصيب واحداً من مليون فقط, وهو كان طفلاً طبيعياً سليماً ومعافى , كما أن قدرته على التواصل كانت جيدة أيضاً خلال 14 شهراً الأولى من حياته, ولكن بعد أخذه اللقاح الثلاثي أصيب بمرض شديد مع درجة حرارة مرتفعة ودخل في سبات 24 ساعة بعدها أصبح يعاني من النعاس , وكان غير متجاوب , ولم يتعرف على والديه أو إخوته وبعد أن شفي بدنياً صار أكثر سلبية , وبدأ يجلس و يلعب منفرداً , ولم يعد يتكلم أو يتواصل معهم, تمَّ تشخيص المرض لديه بالطيف التوحدي وذلك قبل دخوله المدرسة , فذهب إلى مدارس متخصصة خلال طفولته , تحسّن تحسناً ملموساً بمساعدة عائلته ومعالجي الكلام واللغة والمعلمين وغيرهم.
وقد اكتسب مهارات في تكنولوجيا المعلومات في المعهد الذي يتعلم فيه,وصار يقضي الكثير من وقته على الكمبيوتر, لديه الآن أصدقاء كثر, لكنه لا يزال متوحداً بصورة طفيفة إلى متوسطة, ويعيش في بيت والديه ومن غير المرجح أنه سوف يستطيع تحقيق الاستقلاليةالتامة , واللافت أن لدى أفراد عائلته ومن بينهم كلا الوالدين بعض السمات التوحدية , كالتأخر في الكلام , أو التحفظ الاجتماعي الواضح,أو تفضيل الروتين وكره التغيرات, ولكنها لم تمنع أي واحد مهم أن يعيش حياة كاملة وناجحة
المرض الذي رافق البشرية باستمرار لم يعرف كحالة مرضية مستقلة إلا في أواسط القرن العشرين , لأن المصابين بالتوحد شديد الدرجة , كانوا يُحشرون مع البلهاء والمتخلفين عقلياً, أما المصابون بدرجة خفيفة منهم يوصفون بأنهم يعانون من متلازمة (أسبرغر) وينعتون بالانطواء الاجتماعي وغرابة الأطوار.
من الطفولة إلى الكهولة:
يصبح الأطفال المصابون باضطرابات الطيف التوحدي أقل انعزالاً وانسحاباً على مرّ الزمن ويتحسّن التواصل لديهم بالعين, أما الأطفال الذين لا يرغبون أن يمسك بهم أحد, ولا يكافئون من يرعاهم بالنظرات أو الابتسامات أو غيرها من السلوكيات الترحيبية, فيصبحون لاحقاً مرتبطين وبشكل وثيق مع من يرعاهم ويهتم بهم ويبدون ذلك في سلوكهم.
وقد يصبح من الممكن تعليم سلوكيات المشاركة والتي تكون غائبة غالباً في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة,أو أنها قد تتطور تلقائياً في مرحلة الطفولة المتوسطة, ويمكن أيضاً اكتساب مقدرة قراءة العقل فيما لو وصلت المقدرة اللغوية إلى مستوى معين, وقد يسعى الأطفال الصغار الذين لم يكونوا يميلون سابقاً للتأثر مع أقرانهم إلى اتخاذ صداقات في مرحلة المراهقة وإقامة علاقات جنسية مع مرحلة البلوغ.
وقائع وأرقام:
ارتفعت تقديرات انتشار الاضطرابات بالطيف التوحدي منذ الثمانينات, وهي مستمرة في الارتفاع, وهناك أسباب وراء الارتفاع الظاهري, وليس الفعلي في أرقام الانتشار, وتشمل هذه الأسباب حقيقة التوسع في التعريف الذي يشخّص المرض سريرياً, وزيادة الوعي العام
باضطراباته, وتوافر الخدمات التشخيصية والتنبه بشكل أفضل إلى احتمال تشارك اضطراب الطيف التوحدي مع مشاكل تطورية اخرى.
كل ما سبق أوردته الأستاذة الباحثة في علم النفس المعاصر (جيل باوتشر) في كتاب تحت عنوان (الطيف التوحدي "الذاتوية":خصائص وأسباب وقضايا تطبيقية) وهو صادر عن المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف بدمشق ضمن ىسلسلة الكتاب الجامعي الطبي.....
فادية مصارع
| |
|